--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وثبتنا على ولايتهم
وأرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي القبر حضورهم
وفي الأخرة شفاعتهم ورفقتهم
ما الفرق بين الجسد والجسم
قد لفت نظري الكثير في الزيارات والأدعية ذكر جسم ويليه كلمة جسد ,,, فما الفرق بين هاتيين الكلمتين وما الذي يجمع بينهما والذي يتطلب ذكرهما بالتتالي
المنافقون (آية:4):"واذا رايتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسنده يحسبون كل صيحه عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون"
الاعراف (آية:148):"واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين" طه (آية:88):"فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا الهكم واله موسى فنسي" الانبياء (آية::وما جعلناهم جسدا لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين" ص (آية:34):"ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب"
وكما ذكر في زيارة الأمام الحسين ( ع ) صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى أجسامكم وعلى شاهدكم ........
وفي الزيارة الجامعة
بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكرتم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجلّ خطركم وأوفى عهدكم وأصدق وعدكم كلامكم نور وأمركم رشد ووصيتكم التقوى وفعلكم الخير وعادتكم الإحسان وسجيّتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق، وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم،
إجابة أهل اللغة :
أولاً - الجسم :
قال ابن منظور : " الجسم : جماعة البدن أو الأعضاء من الناس والإبل والدواب وغيرهم من الأنواع العظيمة الخلق " [ لسان العرب ، مادة ج س م ] .
وقال ابن فارس :
" الجيم والسين والميم يدلُّ على تجمُّع الشيء. فالجسم كلُّ شخصٍ مُدْرَكٍ. كذا قال ابن دريد.
والجَسيم: العظيم الجِسم ، وكذلك الجُسام .
والجُسْمان الشخص " [ مقاييس اللغة ، كلمة جسم ] .
وقال الفيروز آبادي : هو " جماعة البدن أو الأعضاء ومن الناس وسائر الأنواع العظيمة الخلق ، ... ، والجسيم البدين ، ... والأجسم الأضخم " [ القاموس المحيط ، مادة ج س م ] .
فليس الجسم فقط البدن ، ولكن أي شيء له حضور خارجي ، فالدواب أجسام ، والسيف جسم ، والحجر جسم .
-------
ثانياً - الجسد :
قال ابن منظور : " الجسد: جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية، ولا يقال لغير الإِنسان جسد من خلق الأَرض " . [ لسان العرب ، مادة ج س د ] .
وقال أحدهم : هو " جسم الإنسان والجن والملائكة والزعفران " [ القاموس المحيط ، مادة ج س د ] .
وقال بعضهم : " الجسد جمعه أجساد ، ولا يقال لشيء من خلق الأرض جسد ، ... لا يقال الجسد إلا للحيوان العاقل وهو الإنسان والملائكة والجن ولا يقال لغيره جسد إلا للزعفران وللدم " [ المصباح المنير ، مادة ج س د ] .
وابن فارس قال : " الجيم والسين والدال يدلُّ على تجمُّع الشيء أيضاً واشتدادِه. من ذلك جَسَدُ الإنسان " [ مقاييس اللغة ، كلمة جسد ] .
معنى ذلك أن الجسد هو أحد الأنواع الجسمية ، فالإنسان جسم وبمعنى أدق له جسد ، لكن الحجر جسم لكن لا يقال عنه جسد .
---
ومن خلال هذه التعريفات يتضح أن :
- الجسد لفظة ترتبط بالأجسام المتحركة العاقلة ، ويستثنى من ذلك ( الزعفران والدم ) فإنه يطلق عليهما جسد .
- ليس كل جسم جسد ، ولكن كل جسد جسم .
أما الاجابة الفلسفيه:
أن الجسم هو الجسم المشهور وهو المادة الجسمانية
أما الجسد فهو خلق روحاني
وأغلب الظن أنه الخلق الروحاني المتصور أقصد الذي له صورة
كالملائكة والجن والأرواح
والآية القرآنية " وما جعلناهم جسدا لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين "
تشير الى هذا المعنى
أن الجسد أعلى من الجسم
لأن الجسد منزه عن الأكل والشرب فهو بهذه الصفة منزه عن الزيادة والنقصان وما شابهها من صفات عالم الكون والفساد
وبهذا يكون قوله تعالى ( وما كانوا خالدين ) نفيا مستتبعا لنفي الجسدية
بمعنى أن الجسد خالد
ويذكر بعض العلماء أن من أمثلة الجسد في الانسان الجسم البرزخي الذي يعيش به في قبره
فآية ( تعجبك أجسامهم ) .. أي أشكالهم الجسمانية ، الجسدية ....
أما الزيارة : ( وعلى أجسادكم ، وعلى أجسامكم ) .. فأعتقد أن الإجابة الفلسفية كافية للتفريق بين الجسم والجسد في هذا المورد
والله تعالى ورسوله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وثبتنا على ولايتهم
وأرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي القبر حضورهم
وفي الأخرة شفاعتهم ورفقتهم
ما الفرق بين الجسد والجسم
قد لفت نظري الكثير في الزيارات والأدعية ذكر جسم ويليه كلمة جسد ,,, فما الفرق بين هاتيين الكلمتين وما الذي يجمع بينهما والذي يتطلب ذكرهما بالتتالي
المنافقون (آية:4):"واذا رايتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسنده يحسبون كل صيحه عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون"
الاعراف (آية:148):"واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين" طه (آية:88):"فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا الهكم واله موسى فنسي" الانبياء (آية::وما جعلناهم جسدا لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين" ص (آية:34):"ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب"
وكما ذكر في زيارة الأمام الحسين ( ع ) صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى أجسامكم وعلى شاهدكم ........
وفي الزيارة الجامعة
بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكرتم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجلّ خطركم وأوفى عهدكم وأصدق وعدكم كلامكم نور وأمركم رشد ووصيتكم التقوى وفعلكم الخير وعادتكم الإحسان وسجيّتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق، وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم،
إجابة أهل اللغة :
أولاً - الجسم :
قال ابن منظور : " الجسم : جماعة البدن أو الأعضاء من الناس والإبل والدواب وغيرهم من الأنواع العظيمة الخلق " [ لسان العرب ، مادة ج س م ] .
وقال ابن فارس :
" الجيم والسين والميم يدلُّ على تجمُّع الشيء. فالجسم كلُّ شخصٍ مُدْرَكٍ. كذا قال ابن دريد.
والجَسيم: العظيم الجِسم ، وكذلك الجُسام .
والجُسْمان الشخص " [ مقاييس اللغة ، كلمة جسم ] .
وقال الفيروز آبادي : هو " جماعة البدن أو الأعضاء ومن الناس وسائر الأنواع العظيمة الخلق ، ... ، والجسيم البدين ، ... والأجسم الأضخم " [ القاموس المحيط ، مادة ج س م ] .
فليس الجسم فقط البدن ، ولكن أي شيء له حضور خارجي ، فالدواب أجسام ، والسيف جسم ، والحجر جسم .
-------
ثانياً - الجسد :
قال ابن منظور : " الجسد: جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية، ولا يقال لغير الإِنسان جسد من خلق الأَرض " . [ لسان العرب ، مادة ج س د ] .
وقال أحدهم : هو " جسم الإنسان والجن والملائكة والزعفران " [ القاموس المحيط ، مادة ج س د ] .
وقال بعضهم : " الجسد جمعه أجساد ، ولا يقال لشيء من خلق الأرض جسد ، ... لا يقال الجسد إلا للحيوان العاقل وهو الإنسان والملائكة والجن ولا يقال لغيره جسد إلا للزعفران وللدم " [ المصباح المنير ، مادة ج س د ] .
وابن فارس قال : " الجيم والسين والدال يدلُّ على تجمُّع الشيء أيضاً واشتدادِه. من ذلك جَسَدُ الإنسان " [ مقاييس اللغة ، كلمة جسد ] .
معنى ذلك أن الجسد هو أحد الأنواع الجسمية ، فالإنسان جسم وبمعنى أدق له جسد ، لكن الحجر جسم لكن لا يقال عنه جسد .
---
ومن خلال هذه التعريفات يتضح أن :
- الجسد لفظة ترتبط بالأجسام المتحركة العاقلة ، ويستثنى من ذلك ( الزعفران والدم ) فإنه يطلق عليهما جسد .
- ليس كل جسم جسد ، ولكن كل جسد جسم .
أما الاجابة الفلسفيه:
أن الجسم هو الجسم المشهور وهو المادة الجسمانية
أما الجسد فهو خلق روحاني
وأغلب الظن أنه الخلق الروحاني المتصور أقصد الذي له صورة
كالملائكة والجن والأرواح
والآية القرآنية " وما جعلناهم جسدا لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين "
تشير الى هذا المعنى
أن الجسد أعلى من الجسم
لأن الجسد منزه عن الأكل والشرب فهو بهذه الصفة منزه عن الزيادة والنقصان وما شابهها من صفات عالم الكون والفساد
وبهذا يكون قوله تعالى ( وما كانوا خالدين ) نفيا مستتبعا لنفي الجسدية
بمعنى أن الجسد خالد
ويذكر بعض العلماء أن من أمثلة الجسد في الانسان الجسم البرزخي الذي يعيش به في قبره
فآية ( تعجبك أجسامهم ) .. أي أشكالهم الجسمانية ، الجسدية ....
أما الزيارة : ( وعلى أجسادكم ، وعلى أجسامكم ) .. فأعتقد أن الإجابة الفلسفية كافية للتفريق بين الجسم والجسد في هذا المورد
والله تعالى ورسوله أعلم