خطورة الحرب الاسرائيلية على قطاع
غزة لا تمعن فقط في قتل المئات من المدنين الذين لا حول لهم ولا قوة ولا في الدمار
الهائل الذي خلفته الة القتل الاسرائيلية المتطورة الامريكية الصنع بل خطورتها فيما
يليها من شرخ عميق، فلا اعتقد ان السنوات القادمة يمكن ان تشفي هذا الشرخ في
العلاقة الانسانية وفي الايمان بكل شئ يدعى "السلام"
بل ان اسرائيل بيدها حفرت نهايتها على المدى البعيد
القريب، وهذا ما ستثبته الايام والاشهر والسنوات القادمة.
هذا ما قاله احد المحللين الاسرائيلين المعروفين
"اريه شافت" والذي قال في مقالة مصارحة نادرة هذه الايام في الصحف الاسرائيلية، حيث
فضل ما يطلقون على انفسهم معسكر اليسار الاختباء مع الشارع الاسرائيلي وتبرير الحرب
بانها حرب الدفاع النفس، هذا اليسار( الذي يرتمى زعمائنا وقادتنا ومدراء المؤسسات
الى احضانه ) واثبت مرة اخرى( ولكن تكون الاخيرة) في الحرب على غزة بانه لا وجود
لشئ اسمه يسار حقيقي في اسرائيل، فانظروا الى زعيم حزب ميرتس اليسار (ابناؤها
واحفاده يخدمون في الوحدات المختارة في الجيش الاسرائيلي الذي يقتل المدنين في غزة)
وهو يصرخ عبر الشاشات بان الحرب صادقة ولها ما يبررها فهم اي اسرائيل كما قال رون
كوهين يحارب معسكر الشر معسكر التطرف الاسلامي والذي يعتبر عدو الدول العربية ايضا
وليس عدو اسرائيل على حد تعبير اكبر منظرى اليسار الاسرائيلي والذين اصبحوا بين
ليلة وضحاها منظرى الحرب.
لنعود الى اريه شافيت هذا الصحفي قال في مقالته يوم
الجمعه بان الحملة في غزة يمكن ان تكون قد ادت الى تحجيم حركة حماس ولكن تلك الحملة
ادت الى تدمير روح اسرائيل.. وهذا ما خلص اليه في ختام مقالة رائعة عندما يقول
"اننا سوف نكتشف لاحقا اننا لن ندفع من الحرب بشعور عدائي من قبل اوباما بل سندفع
ثمنا باهظا للغاية يتمثل في تدمير ارواح ابناءنا وبناتنا.."
هذه المقالة تزامنا مع تقرير سري اعدته احدى اذراع
الاجهزة الامنية لاحد متخذي القرارات في اسرائيل وجاء فيه ان هذه الحرب سيكون لها
تاثير كبير على علاقة اسرائيل بالمحيط الذي تعيشه فيها، فهى اصبحت من الان فصاعدا
تلك الدولة التي لا تفرق بين المدني والعسكري فاسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء
التي وضعها العالم في اوقات الحروب.
ان مقولة ان الجيش الاسرائيلي اكثر الجيوش اخلاقية في
العالم لم تعد صحيحه بعد الان.....
فهذا الجيش اصبح اكثر الجيوش اللاخلاقية ووحشية
ولاإنسانية....
فلنسعد الى مرحلة قادمة سوداء لن تكون لكلمة السلام
سوى معنى واحد وهو معنى الحرب.. والاحتلال