أنتَ تستحق الأفضل دائما :
________________
فكر للحظة الآن مع نفسك عزيزي القاريء ، ما هو الشيء الذي ترغبه بقوة الآن ؟
فكر برهة ثم قل لنفسك الإيحاء التالي بعد أن تملأ الفراغ بهذه الرغبة التي تريدها :
" إنني أقبل أن أنال ............................... ( تضع في الفراغ رغبتك التي فكرت بها ) .
هنا أظن يا صديقي أن الأغلبية منّا يتوقفون طويلا ويترددون كثيرا ، لماذا ؟ الجواب لأن الإغلبية منا يشعرون في داخلهم أنهم لا يستحقون هذا الذي يتمنونه أو يحلمون به .
قوتنا الشخصية عزيزي القاريء تعتمد جديا على ما نعتقده في أنفسنا أو ما نعتقد إننا نستحق أن نناله . إعتقادنا الداخلي بعدم الإستحقاق لهذا الشيء أو ذاك ، ينبعث في الواقع مما قيل لنا في الطفولة من آبائنا أو أمهاتنا أو معلمينا أو أخوتنا أو الجيران ، أو من أنفسنا ذاتها وهذا الذي قلناه يوما لأنفسنا في الطفولة من إننا لا نستحق السعادة أو إننا سيئو الحظ أو عاجزون عن التطور أو النجاح .
الكثيرون يقولون لي " لقد جربنا الإيحاءات الإيجابية ولكننا فشلنا في أن ننال شيئا من الحياة " وأجيبهم المشكلة ليست في الإيحاءات التي قيلت ولكن في مدى إقتناعكم الداخلي بأنكم تستحقون صدقا هذا الذي ترغبون به ، هذه هي المشكلة ... قناعتنا الداخلية ، إيماننا بأننا لا نستحق هذا الذي نتمناه أو لا نجرؤ على أن نأخذ هذا الذي نريده .
حسنا ... ومع ذلك فليس هذا بمشكل كبير ، بل يمكن بالإنتباه لأنفسنا أن نفضح هذا الذي يعتمل في داخلنا . قل لنفسك إيحاءٍ معينا ثم إنتبه إلى هذه الصور التي ترد في مخيلتك أو الأفكار التي تغزوك في لحظة الإيحاء أو عقبها ، قم بتدوينها في ورقة ثم قم بدراستها لاحقا .
ستكتشف هذا الذي يعيقك عن تصديق الإيحاء ومباركته لكي ما يمكن أن ينفذه لك العقل الباطن . ما يعيقنا عزيزي القاريء عن قبول إيحاء ما أو رغبة ما هو أن لدينا في الداخل رغبة أو إيحاء معين وسالف يمتلك من القوة ما لا يمتلكه الإيحاء الجديد ، بلى ... هناك إيحاء قديم قيل لنا قبل عام أو عشرة أو في الطفولة ، هو الأقرب إلى التصديق من قبل العقل الباطن من هذا الإيحاء الجديد الذي ليس له تاريخ مثل رفيقه السابق .
كثير من الناس يوحي لنفسه برغبة معينة ويمتلك الثقة التي تقوده إلى الوصول إلى هذا المكان الذي سيجد فيه رغبته أو ينفذها ، ثم فجأة تجده يفشل أو يتعثر أو يصيبه حادث من نوع ما بحيث يعوقه عن الوصول إلى المكان أو في الوقت المناسب ، إنها عدم الثقة القديمة الموجودة فينا ، تلك الحقيقة التي رسخناها في داخلنا بأننا لا نستطيع أو بأننا لا نستحق هذا الذي نلناه أو أوشكنا أن نناله .
أنت ملزم عزيزي القاريء أن تؤمن بأنك تستحق هذا الذي تريده وبأنك جدير بهذا الذي تتمناه ، وهذا ليس بالعسير عليك أن تؤكده لنفسك .
إعتمد إيحاءات أخرى يمكن أن تكون حجر أو أحجار الأساس لإيحاءاتك المحددة المعينة التي قلتها سابقا وأضطربت تجاهها وشعرت بأنك لا تصدقها .
خذ الآتي على سبيل المثال :
" أنا أجيز لنفسي أن أنال ............( وتذكر الرغبة التي تود أن تنالها ولتكن الثروة أو الوظيفة الأفضل أو أي كان ... ) ، هنا عليك أن تضيف الجديد الذي يشكل حجر الأساس لهذه الرغبة وهو الآتي :
" لأنني ذو قيمة عالية في عين نفسي "
أو " لأنني أستحق كل شيء جيد "
أو " لأنني أحب نفسي بقوة "
أو " لأنني أسمح لنفسي أن اؤكد ذاتي من خلال الأفضل والأجمل والأرقى "
هذه الأحجار الأساسية هي التي ستساعدك في إقناع عقلك الباطن بأن ينفض عن كاهله تلك الإيحاءات السلبية القديمة أو الموهومة غالبا ، من قبيل " أنا لا أستحق هذا ، أو أنا أخاف الخطر أو أنا راضي بوضعي ولا داعي للأفضل ..." ... الخ .
أمر آخر مهم عزيزي القاريء .
هناك الكثير من العادات أو الأمراض أو العلل أو الأخفاقات التي تصيبنا وتعطل حياتنا بهذا القدر أو ذاك دون أن نسعى للتخلص منها بشكل جاد . مثل هذه الأعراض أو الحالات ، لماذا نتشبث بها أو لا نحاول التخلص منها لكي ما يمكن أن نعيش حياة أسعد وأجمل ؟
الجواب ... لأننا تعودنا عليها وصارت جزء من تكويننا النفسي قبل أن يكون الجسدي أو الفيزيائي .
الكثيرون منا يعيشون حياة خاملة مملة مع عادات كريهة قديمة لا خير فيها ، من قبيل التدخين أو إحتساء الخمر بشكل يومي أو الجلوس ساعات طويلة أمام التلفاز ، وكثيرون منا يعانون من أمراض ونواقص وعلل سخيفة ومع ذلك يتمسكون بها ، وحين تسألهم لماذا لا تغير نمط حياتك أو تتخلص من هذه العادة أو هذا المرض ، يجيبك ... لا أستطيع ... هذا ليس بيدي ، إلى غير ذلك من الأعذار السخيفة التافهة .
طيب ، إذا كان الأمر كذلك ، كيف يمكن لنا أو لمثل هؤلاء أن يحققوا تفوقا أو نجاحا أو تميزا أو أن ينالوا رغبة كبيرة ذات قيمة طالما هم مقيدين إلى عادة كريهة أو نمط حياتي سخيف أو سمنة فضيعة ؟
هذا الذي لا تستطيعه عزيزي القاريء ، هو في واقع الحال ما لا تريد أن تتخلص منه وللأسف ... ! إنها رغبة داخلية أو حاجة داخلية لديك للمحافظة على هذه الثلاثون كيلو الإضافية لديك أو هذه السجائر التي تدخنها بشراهة . هل سألت نفسك يوما هذا السؤال البسيط :
ما حاجتي إلى التدخين ؟ أو " طيب ماذا لو إني لم أدخن هذه السيجارة التي دخنتها قبل هنيهة ، ماذا كان سيحصل ؟ " ... ستجدك حائرا لا تملك جوابا .
طيب إسأل نفسك بطريقة أخرى مغايرة ولتكن كالآتي :
" ماذا لو إني لم أدخن هذه السيجارة أو أي سيجارة أخرى ؟ " هنا ستجدك تجيب على نفسك بالآتي : " لكانت صحتي أفضل أو لكانت حياتي أجمل أو كنت أكثر نضارة مما أنا عليه الآن " . وهذا يؤكد بما لا يقبل الشك تلك الحقيقة الأكيدة التي نؤمن بها في داخلنا وللأسف من إننا لا نستحق الحياة الأفضل ، وإلا لما مارسنا هذه العادة أو تلك من العادات السلبية الكريهة .
وذات الأمر ينطبق على السمنة أو على عوق ما أو تردد أو تلعثم بالكلام أو حتى بعض الأمراض التي تصيبنا لأننا لا نريد أن ننجح وننتظر أن ننال الشفقة والحب من الآخرين دون أن نبذل الجهد ونتعب لنبني أنفسنا بدلا من إنتظار أن يبنينا الآخرون بعواطفهم أو شفقتهم العديمة القيمة . إننا نؤمن في داخلنا غالبا بأننا لا قيمة لنا ولهذا تجدنا نعزز شعور اللاقيمة من خلال المعوقات التي نصطنعها لأنفسنا .
مسؤوليتك عزيزي القاريء إن شئت أن ترتقي بذاتك وتغير حياتك وتنال السعادة والحب والإحترام ، هو أن تنتبه لأنماط تفكيرك وأنماط معيشتك وتلك العادات التي تمارسها ، ثم تقوم بتغييرها بقوة الحب وبالإيحاء الإيجابي الذكي وبالصبر والإصرار .
حجوزات من ذلك المطبخ الكوني العجيب
__________________________
حين توحي لنفسك بإيحاء ما فقد لا يبدو صادقا في نظرك ، لكن عليك أن تتذكر أن الإيحاء هو مثل البذرة التي يزرعها الفلاح في الحقل ، من المؤكد أنه لا يتوقع أن يعود لها بعد ساعة أو في اليوم التالي ليحصد منها ثمارا .
علينا أن نكون صبورين ونحن نبذر الرغبات في العقل الباطن ، يجب أن نترك للبذرة وقتا لكي تنمو وتزهر وتثمر ثم تنضج لكي ما تُقطف .
حين توحي لنفسك بإيحاء ما ، فإنك أما أن تكون مستعدا للتخلص من شيء ما تود التخلص منه أو إنك تريد أن تحقق شيئا لما تزل بعيدا عن تحقيقه ، في الحالتين أما إن ينجح الإيحاء معك بقوة إرادتك وكفاءة نص الإيحاء ووضوح الرؤية أو إن طريقا ما ينفتح أمامك من الخارج في ذات اللحظة التي تكون فيها في حالة إيحاء أو في تلك الفترة التي أنت فيها مشغول بهذا الهم الجميل ، وإذ بالفرصة تأتيك من الخارج من خلال تلفون يدق فجأة وإذ بصديق يقترح عليك أن تفعل كذا للوصول إلى هذا الذي تريده أو أن مصادفة ما جميلة جدا تحصل في مكان ما في ذات البرهة أو الفترة التي أنت فيها منشغل بهذا الشاغل .
كما إن البذرة التي يبذرها المزارع في حقله تفجر طاقة الخلق المبثوثة فيها بشكل سري غير مرئي ، فكذلك الإيحاء يحرك كوامن الطاقة في العقل الباطن أو الروح أو الخارج حيث قاعدة الخلق وجوهر الكينونة الكونية يفعل فعله حسب قوانينه الخاصة التي تتأثر بقوانين عقلك الباطن وروحك المرفهة .
وبالتالي عليك أن تمنح الإيحاء الزمن الذي يحتاجه كي ما يستنبت أسرار قوته في عمق الروح والعقل الباطن والكون .
تذكر عزيزي القاريء أن تصوغ الإيحاء بلغة الحاضر لا الماضي ولا المستقبل ، بل الحاضر .. الآن .
- لا تقل سأكون سعيدا غدا ، بل قل أنا سعيد الآن ... أنا قوي ... أنا جميل ... أنا غني .. تصرف وكأنك قوي وغني وجميل وسعيد الآن وليس في المستقبل .
بمقدورك أن تصوغ وتؤدي الإيحاء بأساليب عديدة من قبيل أن تصوغه بشكل أغنية تدندنها مع نفسك وتكررها بإستمرار بحيث تتحول إلى لازمة تتردد في دماغك بإستمرار حتى دون وعي منك وهذه ظاهرة جميلة ستفعل فعلها فيك حتى دون أن تشعر وستلحظ متغيرات جدية حقيقية تحصل في حياتك في فترة غير بعيدة .
وتذكر عزيزي القاريء أن إيحاءاتك لا ينبغي أن تكون موجهة إلى شخص محدد بعينه سواك ، من قبيل أن توحي لنفسك بأن فلان يحبك وتذكره بالاسم ، هذا النوع من الإيحاءات ليس ما نريده هنا في هذا الكتاب ، بل نحن نتحدث عن الإيحاءات الإيجابية ذات الطبيعة البنائية العامة بالنسبة لك كفرد .
لو إنك صغت إيحاء من قبيل " أنا محبوب من قبل شخص رائع يتميز ب................... ( تذكر الصفات التي تحلم بها في فارس أو فارسة أحلامك ، دون أن تحدد إسما ما ) ، لكان إيحاءك أكثر إيجابية وأكثر توفيقا من إيحاء ضيق محدد بشخص ما ، وقد يفضي إلى الخيبة في ما لو إن هذا الشخص لم يكن معك على نفس الإيقاع أو إنه لم يكن حتى لائقا لك ، ولكنك أوهمت نفسك بلياقته ، رغم إن هذا النوع من الإيحاءات ليس بالمستحيل ولكنه يتطلب ما ليس بمقدورنا التعمق فيه هنا .
ثم حين تدع العقل الباطن وحليفه العقل الكوني يتصرف بحرية أكبر فإنه سيؤتيك بما هو أفضل من هذه الوجبة التي طلبتها بالاسم ، هذا مؤكد ، لإنك منحتهما الحرية الأكبر مما لو قصرت الأمر على إسم محدد ، وبالنتيجة قد يكون هذا الذي يأتيك هو ذاته الذي طلبته بالاسم ، من يدري ، إنما هنا سيأتيك بجهد أقل من الجهد العصبي الذي يمكن أن يتطلبه السعي الحثيث له وحده .
لماذا أحبذ لك أن لا تطلب بالتحديد الشخص الذي تريد أو تظن أنك تريده ؟
الجواب ، لأننا لا نعرف كيف هي تراتبية حياة الآخرين ولا نريد أن ندمر سعادة من هو سعيد في حياته وربما هو يعيش ظروفا لا نعلم حقيقتها ، وبالتالي فمن غير الإنساني أن نتدخل بقوة العقل أو الإرادة الذاتية في حيوات الآخرين ، لأن هذا بالتأكيد ما لا يسرهم وما قد يغضبهم لو إنك مستقبلا قلت لهم أنك تدخلت على البعد في حياتهم الداخلية وزججت بعواطفك المتوهجة في عقولهم فأربكتها ودفعتهم من حيث لا يدرون للمجيء إليك .
وأظنك أنت ذاتك لا تقبل ولا تجيز لغيرك أن يتدخل بشكل متطفل على حياتك ، فلا تجز لنفسك أن تفعل مع الآخرين .
الحقيقة أنني أعتبر مسألة الإيحاء الذاتي مثل عملية حجز الطعام من مطعم ما .
لو إنك دخلت مطعم ما وجلست إلى كرسيك الذي أنتخبته عند طاولة معينة ، ثم جاءك عامل المطعم وسألك عن ما تحب أن تتناوله ، ستقول له أريد لحما أو سمكا أو بيضا .. الخ .
ثم تستمر في جلوسك إلى طاولتك بكل تهذيب وصبر .
من المؤكد أنك لا تنهض لتلحق العامل وتقول له :
- عفوا ولكني أود أن أرى كيف تجهز لي طعامي ...
ذات الأمر نفعله مع المطبخ الكوني الجبار الذي نوحي له بما نريد ثم ننتظر أن تأتي الوجبة التي طلبناها .
دع الإيحاء يفعل فعله ، وأترك لقوتك الداخلية أن تهديك للسبيل للوصول إلى هدفك ، لا نقول أنك ستنتظر أن تهبط عليك المكاسب والمنجزات في سلتك وأنت جالس في بيتك ، لا طبعا ، ولكن ستقدح في ذهنك أفكار وستأتيك فرص وعليك أن تكون مستوعبا لهذا الذي يأتيك فتختار منه الأفضل من الفرص والأقصر والأذكى من الطرق .
طبعا في الفترة التي يكون الحجز فيها قد تم ، لا ينبغي أن تقلق أو تقلب حلمك أو رغبتك بين أصابعك بشك أو سخرية أو خوف ، لا.. عليك فقط أن تتابع حياتك على ذات الإيقاع وكلما ظهرت بارقة تتبعها بحماس وثقة وشجاعة وتوظف لها ما لديك من طاقات .
حذار من القلق أو التردد أو الخوف أو النبش المستمر في الهدف ، فإنك ستقتل فيه روح النمو حتى قبل أن يبدأ بالخروج من قشرة البذرة ، أتركه في حاله ودع القوة الداخلية فيك وقوة الكون المتحالفة معها تعمل لك الوجبة التي تريد .
إعادة برمجة العقل الباطن :
_________________
الأفكار التي تدور في الذهن ، هي كالجراد يتقافز هنا وهناك بلا ظوابط ولا رحمة بعقولنا ومشاعرنا وخاصة حين نكون غير منتبهين إلى أنفسنا ، إذ تعود الأفكار القديمة السخيفة عن العجز وعدم القدرة والخوف من الفشل والنواقص التي فينا ، تعود لتكرر صورها ووخزاتها في الداخل فتملأنا باليأس والتردد من جديد .
علينا أن نكون صبورين عزيزي القاريء مع تلك الأشياء القديمة وبذات الآن علينا أن نتيقظ وأن نؤمن أن خطوة قصيرة إلى الوراء هي ثمن يجب أن ندفعه بين الفترة والأخرى لكن يجب بذات الآن أن نستمر ولا نتردد ولا نضعف ونستسلم .
لا بل إن الهزائم الصغيرة على طريق التطور الذي تريده يمكن أن تكون ضرورية أحيانا ، لأنها ستعلمك كيف تتقن تطورك وترسخه أكثر فأكثر ، لا أقول لك إستمتع بالهزيمة ولكن أقول لك تقبلها على إنها ضرورة للنجاح الحقيقي الكبير .
كلما تعرضت لعودة المشاعر السابقة أو الخيالات السابقة أو صور الضعف والتردد ، فإن هذا يعني أنك تحتاج إلى المزيد من العمل مع ذاتك ، وبالتالي كلما أتقنت العمل وعززت إيحاءاتك ، كانت النتيجة بالتأكيد إنتصارا أكبر مما لو إنك تغيرت بسرعة وتقبلت النمط الجديد من التفكير أو الرغبات بدون عوائق .
خذ على سبيل المثال ، مسألة التدخين أو الكف عن حب شخص سيء ، لو إنك نجحت مباشرة في التخلص من السجائر أو هكذا بدا لك أو لو إنك أقصيت هذا الشخص الذي لا تريد أن تستمر في حبه ، أقصيته من حياتك بسهولة ، فهذا لا يدل بالضرورة على النجاح ، لأنك قد تعود إلى السيجارة بعد يومين أو شهر أو أن تعود إلى هذا الشخص السيء بعد فترة وتكون هزيمتك آنئذ موجعة للغاية . من الأفضل أن تكون هناك معوقات وأن تنجح في تجاوزها واحدة إثر الأخرى في ذات فترة إعادة برمجة العقل الباطن على التخلص من أشياء كريهة أو تحقيق منجزات عظيمة ، أما إن لم تظهر أي معوقات جدية فطبعا هذا يدل على أن رغبتك قوية وإيحاءاتك نافذة ودقيقة وتعطشك للتغيير كبير ، وإذن فلا مشكلة ، بل على الرحب والسعة .
من المهم أيضا عزيزي القاريء أن نتحرك خطوة خطوة في البداية ولا نطلب المستحيل بقفزة واحدة . عملية إعادة برمجة العقل الباطن ، تتطلب أن نتحرك بتأني ، وكلما حققنا نجاحا ما ، علينا أن نُثني على أنفسنا ونكافئها بالكلمة الحلوة والهدية الصغيرة مثلا ، أما إن فشلنا في الخطوة التي خطوناها ، فعلينا ربما أن نعود إلى أعماقنا فنرى ما المشكلة بالضبط ؟
لماذا تعثرنا في هذه الخطوة أو تلك ، ربما نحتاج لمراجعة شاملة وتغلغل أعمق في دواخلنا للتعرف على هذا الذي أعاقنا ، فهو في الغالب من بقايا الماضي التي لم نستأصلها بشكل متقن بعد .
المهم أنك لا ينبغي أن تتوهم أنك لست جيدا أو أنك عديم الثقة بالنفس أو ضعيف الشخصية .
حذار من أن تقسو على نفسك مهما تأخرت في التقدم ، بل إستمر بالإيحاء لنفسك بأنك قوي وأنك ناجح وقادر على أن تكون هذا الذي تريده .
تذكر هذا جيدا ... حذار من النقد اللاذع لذاتك ، فإنا هي أداتك للتغيير وينبغي أن تكون رؤوما معها وحفيا بها .
ما رأيك بتسجيل إيحاءاتك إلكترونيا :
_______________________
أظن أن من اليسير علينا اليوم بعد هذا التطور الذي حصل في مضمار الإلكترونيات وبعد أن أصبح كل واحد منا يملك أكثر من جهاز تسجيل وأبسطها كما أظن هو برنامج التسجيل على الكمبيوتر وهو رخيص الكلفة للغاية وبمنتهى النقاوة والوضوح .
ما رأيك لو إنك سجلت إيحاءاتك إلكترونيا على كمبيوترك ، بحيث يمكن أن تشغلها متى ما شئت سواء في البيت أو المكتب أو حتى في الطريق إذا كان كمبيوترك من النوع المحمول أو يمكن أن تستعيض عنه بمسجل يدوي صغير تسجل عليه صوتك وإيحاءاتك .
الحقيقة أن للكلمات تأثير أكبر إذا كانت مسموعة وليس مقرؤة حسب ، ويزداد التأثير أكثر وأكثر إذا ما كانت الكلمات مسجلة بصوتك أنت ذاتك أو صوت حبيب قريب جدا منك وعزيز جدا عليك . مثلا صوت الوالدة أو الحبيبة ، وإن كان الكثيرون منا يفضلون أن لا يطلعوا أقرب الناس لهم على إيحاءاتهم ، وإذن فلنكتفي بأن يكون الصوت صوتنا .
هناك عزيزي القاريء إيحاءات إيجابية أساسية عامة شاملة يحتاجها أي واحد منا كحجر أساس لكامل برنامجنا للتغيير وإعادة تأهيل العقل الباطن لتقبل وتحقيق المنجزات الإستراتيجية الكبرى في حياتنا .
هذه الإيحاءات تلعب دورا كبيرا في تحقيق الإنفراج النفسي والإنفتاح على الكون والرب وعلى جوهرنا الداخلي العظيم بكنوزه الخطيرة ، وبالتالي خير بداية لبرنامجك الإيحائي هو تلك العموميات التي لا غنى عنها وليتك تقرأها أو تسمعها مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم الواحد وبالذات قبل النهوض من الفراش وقبل النوم وبشكل يومي ويمكن أن تستمر عليها حتى بعد أن تنتقل إلى برنامج إيحاءات أكثر تخصصا من قبيل أن تحدد رغبة معينة أو طموح ما ذو طابع إستراتيجي من قبيل أن تكون ثريا أو أن تغدو مبدعا عظيما أو غير ذلك .
حسنا لنستمع لهذه الإيحاءات ، فإن أعجبتك فلا عليك إلا أن تسجلها بصوتك أو أن تغير فيها بما يناسبك :
1- كل ما أريد أن أعرفه ، موجود فيّ ومفتوح أمامي كالكتاب المفتوح .
2- كل ما أحتاجة يأتي لي في الوقت والمكان المناسب .
3- الحياة ممتلئة بالسعادة والحب .
4- أنا إنسان محبوب وسعيد وأحب الناس .
5-أنا معافى وصحيح الجسم والعقل ومليء بالحيوية والطاقة .
6-أنا محظوظ حيث أذهب في هذا العالم .
7- أنا راغب حقا في تغيير نفسي ولدي القوة والإردة .
8- كل شيء جميل مبهج في حياتي وفي هذا العالم .